10 أسباب تقف وراء الإصابة بسرطان الثدي
يعد سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء، حيث يتسبب في قلق وتوتر عديد من الأفراد والأسر في أنحاء العالم. على الرغم من التقدم الطبي في الكشف والعلاج، إلا أن هناك العديد من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بهذا المرض الخطير. في هذا المقال، سوف نستعرض 10 أسباب رئيسية قد تكون وراء الإصابة بسرطان الثدي.
1. التاريخ العائلي والإرث الوراثي
إحدى أكثر العوامل المؤثرة في الإصابة بسرطان الثدي هي العوامل الوراثية. إذا كان لديك تاريخ عائلي من الإصابة بسرطان الثدي، فإنك تكون في خطر أكبر للإصابة بالمرض. جينات معينة مثل BRCA1 و BRCA2 تلعب دورًا رئيسيًا في ذلك، حيث ترفع من احتمالية الإصابة بالسرطان في سن مبكرة. تساهم هذه الجينات في تطور الأورام السرطانية في الثدي عن طريق التأثير على الآليات الطبيعية التي تحمي الخلايا من الطفرات المسببة للسرطان. إذا كان لديك قريبات من الدرجة الأولى مثل الأم أو الأخت مصابات بسرطان الثدي، فإن ذلك يزيد من فرص الإصابة بنسبة كبيرة.
2. العمر
يعد العمر أحد أهم العوامل التي تؤثر على الإصابة بسرطان الثدي. كلما تقدمت المرأة في السن، زادت احتمالية إصابتها بهذا المرض. وفقًا للدراسات الطبية، فإن النساء اللاتي تتجاوز أعمارهن الخمسين عامًا يعانين من خطر أكبر للإصابة بسرطان الثدي مقارنة بالنساء الأصغر سنًا. يعود ذلك إلى أن الخلايا في الثدي تصبح أكثر عرضة للطفرات مع مرور الوقت، خاصة في غياب آليات الإصلاح الفعالة.
3. التغيرات الهرمونية
تلعب الهرمونات دورًا كبيرًا في تطور سرطان الثدي. يعد هرموني الإستروجين والبروجستيرون من الهرمونات التي تؤثر بشكل مباشر على نمو الخلايا في الثدي. في حالة وجود مستويات مرتفعة من هذه الهرمونات أو تعرض الثدي لها لفترات طويلة، قد يتسبب ذلك في تحفيز نمو الخلايا السرطانية. على سبيل المثال، النساء اللاتي بدأت الدورة الشهرية لديهن في سن مبكرة أو الذين وصلن إلى سن اليأس في وقت متأخر هم أكثر عرضة للإصابة بالسرطان بسبب التعرض المستمر لهذه الهرمونات.
4. الوزن الزائد والسمنة
السمنة تعد من العوامل المسببة للعديد من الأمراض، ومن بينها سرطان الثدي. النساء اللواتي يعانين من زيادة الوزن أو السمنة بعد سن اليأس، خاصة في منطقة البطن، يكون لديهن خطر أكبر للإصابة بسرطان الثدي. تشير الأبحاث إلى أن الدهون الزائدة في الجسم قد تزيد من مستويات الهرمونات مثل الإستروجين، مما يؤدي إلى تعزيز نمو الأورام في الثدي.
5. عدم ممارسة النشاط البدني
تشير الدراسات إلى أن قلة النشاط البدني يمكن أن ترفع من خطر الإصابة بسرطان الثدي. يُعتقد أن التمارين الرياضية تساعد في تقليل مستويات الإستروجين في الجسم، وهو ما يمكن أن يقلل من احتمالية حدوث تغييرات سرطانية في خلايا الثدي. كما أن التمرين يساهم في تحسين الصحة العامة وتعزيز جهاز المناعة، مما يساعد في الحماية من العديد من الأمراض السرطانية.
6. التعرض للعلاج الإشعاعي
التعرض للإشعاع في مرحلة مبكرة من الحياة قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي. النساء اللواتي خضعن للعلاج الإشعاعي لسرطان آخر في منطقة الصدر، خاصة قبل بلوغهن سن الثلاثين، معرضات بشكل خاص لزيادة احتمالية الإصابة بسرطان الثدي. الأشعة السينية والتصوير الإشعاعي، رغم أنهما يستخدمان لتشخيص الحالات، قد يتسببان في التسبب في طفرة جينية بالخلايا السليمة وتحفيز تكوين الأورام في الثدي.
7. التغذية غير الصحية
النظام الغذائي الغني بالدهون المشبعة والسكر قد يساهم في زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي. يُعتقد أن التغذية غير الصحية تؤدي إلى زيادة الوزن، وكذلك إلى ارتفاع مستويات الأنسولين في الجسم، الذي يمكن أن يسهم في نمو الأورام. أيضًا، تفتقر الأنظمة الغذائية السيئة إلى العناصر المغذية التي تعزز جهاز المناعة، مما يجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض بما في ذلك السرطان.
8. الرضاعة الطبيعية
على الرغم من أن الرضاعة الطبيعية تعد من الأمور المفيدة لصحة الأم والطفل، إلا أن النساء اللاتي لم يرضعن أطفالهن طبيعياً قد يكن عرضة لخطر أكبر للإصابة بسرطان الثدي. ويُعتقد أن الرضاعة الطبيعية قد تساعد في تقليل مستويات الإستروجين في الجسم، وتساهم في تحسين الصحة الهرمونية بشكل عام. من الجدير بالذكر أن الرضاعة الطبيعية تحفز نمو الأنسجة الثديية الصحية وتقلل من فرص حدوث التغيرات الخلوية غير الطبيعية.
9. المنشطات والمبيدات الحشرية
التعرض للمواد الكيميائية الصناعية قد يساهم أيضًا في زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي. يُعتقد أن المبيدات الحشرية، وكذلك بعض المواد الكيميائية الموجودة في مستحضرات التجميل والمنتجات المنزلية، يمكن أن تؤثر على نظام الهرمونات في الجسم. هذه المواد قد تحتوي على مركبات تعمل كمواد كيميائية مؤثرة على الهرمونات، وهي معروفة باسم “المواد الكيميائية المقلدة للهرمونات”. يمكن أن تؤثر هذه المواد على مستويات الإستروجين وتساهم في تطور الخلايا السرطانية.
10. التدخين والكحول
التدخين واستهلاك الكحول هما من العوامل التي تسهم في زيادة مخاطر الإصابة بسرطان الثدي. ثبت علميًا أن التدخين يضر بالخلايا ويساهم في حدوث طفرات جينية قد تؤدي إلى تكوين الأورام السرطانية. من جهة أخرى، يعتبر الكحول أيضًا من العوامل المعروفة التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي. الأشخاص الذين يتناولون الكحول بانتظام هم أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض، حيث أن الكحول قد يعزز من تأثير الإستروجين على الخلايا في الثدي.
الخاتمة
إن سرطان الثدي يعد من الأمراض التي يتأثر ظهورها بعدد من العوامل المختلفة، بدءًا من الوراثة، وصولًا إلى نمط الحياة. بالنظر إلى الأسباب المتعددة التي قد تقف وراء هذا المرض، فإن الوقاية تتمثل في اتخاذ خطوات عملية مثل الحفاظ على الوزن الصحي، ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، تجنب التدخين، وتقليل استهلاك الكحول. تعد الوعي بالعوامل التي تساهم في ظهور سرطان الثدي خطوة أساسية نحو الحماية والوقاية، مما يساعد في تقليل خطر الإصابة بهذا المرض الذي يعد من التحديات الصحية الكبرى في العالم.
